تم نشر سبعة طلبات قتل على الأقل على موقع إلكتروني في الانترنت المظلم يعرض عقود قتل لمواطنين هولنديين، وفي أربع حالات، كانت عمليات القتل مدفوعة الأجر، وفقًا لبيانات مُخترقة حصلت عليها قناة RTL Nieuws. وكان المستهدفون أشخاصًا عاديين، مثل مُعلم وممرضة وموظف حكومي.

حصلت أوامر القتل المأجورة بين عامي 2016 و 2022، وكانت البيانات بحوزة آر تي إل نيوز منذ أبريل. ولأن الخطر لا يزال قائمًا، قامت قناة آر تي إل نيوز باطلاع وحدة التحقيقات والتدخلات الوطنية التابعة للشرطة على البيانات المخترقة.

تُجري عدة وحدات شرطة حاليًا تحقيقاتٍ مع الجناة والضحايا، على حد علمنا، لم تُنفَّذ أيٌّ من جرائم القتل فعليًا، وقد تعرّض جميع العملاء للاحتيال من قِبل القائمين على الموقع.

ومع ذلك، فإن الشرطة تأخذ أوامر القتل على محمل الجد، لأن إصدار الأمر يعد بالفعل جريمة جنائية خطيرة وقد يكون الضحايا في خطر فعلي.

الخرسانة المخيفة
وتتعلق المعلومات بأربعة عشر أمر اغتيال لهولنديين، سبعة منها موصوفة بتفاصيل مروعة: “أريدكم أن تحرقوه حياً وأريده أن يموت”، هكذا كتب أحد طالبي الأوامر.
آخر يُعطي تعليمات دقيقة حول مكان وزمان قتل الهدف: “لا أريد أن تكون الطفلة حاضرة عند إطلاق النار عليها، غالبًا ما يغيب الطفل والرجل لمدة ساعة ونصف في المساء”.

متوسط العمر
الضحايا المستهدفون ليسوا من عصابات الجريمة المنظمة، و يبدو أنهم يعيشون حياة عادية، لديهم وظائف ثابتة، ويسكنون في منازل متلاصقة، وبعضهم لديه أطفال، أحدهم مُدرّس في مدرسة ابتدائية، والآخر موظف في البلدية، الأمر الغريب الوحيد هو أن أحدهم أراد قتلهم بشدة، في أربع حالات، دفع العملاء مبالغ تتراوح بين 1000 و10,000 يورو تقريبًا مقابل ذلك.

وتكشف محادثات الدردشة أن العملاء يقضون أيامًا في كثير من الأحيان في شرح كيفية قتل الهدف بالتفصيل، على سبيل المثال عن طريق جعل الأمر يبدو وكأنه حادث دهس لشخص ما، أو عن طريق توفير مواقع وأوقات محددة يمكن فيها إطلاق النار على شخص ما.

الأوامر قاسية: على سبيل المثال، العميل الذي يريد حرق شخص ما يطلب منهم إشعال النار في المنزل بأكمله: “فقط تذكروا أن والدته (70 عامًا فأكثر) تعيش هناك أيضًا، كل ما أريده هو موته؛ لا يهمني ما يحدث لأمه”.

أمر بالقتل المأجور بعد الطلاق
من بين طلبات القتل السبعة المحددة، أُلقي القبض على مجرم هولندي وأُدين حتى الآن، إنه عمران م، البالغ من العمر 42 عامًا، من لاهاي، والذي حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات عام 2021 لإصداره أمرًا بالقتل، بعد طلاق عصيب، طلب مرتين عبر الإنترنت المظلم قتل زوجته السابقة، والدة طفليه.

عرض عمران مكافأة قدرها 4000 دولار، نصفها تدفع مقدمًا، وصف مستشفى طليقته، وماركة ولون سيارتها، وحتى رقم لوحة ترخيصها: “هذه المرأة هدف سهل، ويجب التخلص منها في أسرع وقت ممكن لذلك، أعرض مكافأة قدرها 500 دولار إذا حدث ذلك قبل نهاية الأسبوع المقبل”، ثم أرسل صورة للمرأة وسيارتها.

أدانت محكمة مقاطعة لاهاي المشتبه به بمحاولات متعددة للتحريض على القتل: “كان المشتبه به يتصرف ببرود وإصرار شديدين”، اضطرت الزوجة السابقة والأطفال إلى الاختباء ستة أشهر خشية تنفيذ أمر القتل.

لن أنسى أبدًا دموع أطفالنا وهم متشبثون بوالديّ وأختي، خائفين مما ينتظرهم، كما قالت الزوجة السابقة خلال المحاكمة: “اضطرارنا للفرار معهم من مخبئ إلى مخبئ، حاملين حقائبنا، أطفال لم يذهبوا إلى المدرسة قط، وكانوا يُؤخذون من يوم لآخر دون وداع من أصدقائهم ومنازلهم، لا يزال الضرر النفسي واضحًا حتى اليوم”.

مافيا بيسا
يبدو الأمر غريبًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها، ولكن على الإنترنت المظلم، وهو جزء مجهول من الإنترنت، وُجد سوقٌ منذ سنوات تُعرض فيه عمليات الاغتيال وتُطلب، كان لهذا الموقع أسماءٌ مختلفة، مثل مافيا بيسا، وقاتلو كامورا، والقتلة الكولومبيون، ولا يزال نشطًا، ويزعم الموقع أنه مقابل بضعة آلاف من اليورو بعملة البيتكوين، يمكن للقاتل المحترف تنفيذ العملية في أي مكان في العالم.

يقف وراء موقع القتل المأجور محتالون أذكياء، يخدعون المستخدمين أحيانًا بآلاف اليوروهات دون توظيف قاتل محترف، وبطبيعة الحال، لا يُبلغ أيٌّ من العملاء المحتالين عنهم للشرطة، ورغم أن الموقع احتيالي، إلا أن عقود القتل خطيرة ويعاقَب عليها، واستنادًا إلى البيانات المُخترقة، أُدين عشرات الجناة في تسع دول مختلفة في السنوات الأخيرة.

عندما يكتشف المتقدمون بطلبات القتل أن أمر اغتيالهم لم يُنفَّذ، يغضبون ويطالبون باسترداد أموالهم: “مرّ أسبوعان والهدف لا يزال حيًا، أريد استعادة البيتكوين!”، ويهدد آخر بترك تقييم سلبي إذا لم يسترد أمواله.

موقع ويب مخترق
الرجل الذي نجح في اختراق الموقع هو كريس مونتيرو، وهو قرصان من لندن، دخل الموقع عبر الإنترنت المظلم عام 2016، وتمكن من جمع معلومات عن المئات من جرائم القتل المأجورة خلال السنوات القليلة الماضية، وقال في مقابلة مع آر تي إل نيوز إن تسليم البيانات للشرطة لم يكن سهلاً، وبالتعاون مع مختلف وسائل الإعلام، نجح في النهاية في حشد الشرطة البريطانية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، من بين جهات أخرى.

وفقًا لمونتيرو، ربح المجرمون الذين يقفون وراء هذا الموقع أكثر من مليون يورو من عمليات الاحتيال، دفع بعض المتقدمين عشرات الآلاف من اليوروهات لارتكاب جريمة قتل. وحتى يومنا هذا، لا يزال الموقع متاحًا على الإنترنت المظلم، ويُطلب فيه تنفيذ عمليات قتل مأجورة، ولكن على حد علمنا، لم تُنفَّذ قط.

الشرطة تحقق
تُجري الشرطة الهولندية حاليًا تحقيقاتٍ في أوامر القتل التي نشرتها قناة RTL Nieuws، يقول توماس ألينغ، من الشرطة، الذي يصفها بأنها قضيةٌ نادرةٌ للغاية: “لقد أبلغنا بالفعل العديد من الضحايا، وما زلنا نُجري تحقيقاتٍ مع الجناة”.

يقول ألينغ: “نبذل قصارى جهدنا لتعقب المشتبه بهم من خلال عملات البيتكوين التي دفع بها، لكن هذا قد يكون معقدًا ويستغرق وقتًا طويلًا، نأخذ هذه القضايا على محمل الجد، لأن إصدار مثل هذا الأمر يُعد جريمة جنائية، نأمل أن نتمكن من إلقاء القبض على المشتبه بهم الذين أمروا بقتل شخص ما قريبًا”.

 

المصدر: RTL

The post أوامر قتل مواطنين هولنديين تتم عبر شبكة الانترنت المظلم: عمران طلب قتل زوجته والدة طفليه appeared first on هولندا اليوم.