خطوة نوعية للـ(اليمن) نحو الرقمنة وتعزيز سيادة الحدود
بقلم: د. علي الصباحي
في لحظة حاسمة تعكس تطلعات اليمن لبناء دولة حديثة، أطلق مكتب الهجرة والجوازات والجنسية في العاصمة المؤقتة عدن رسميًا مشروع نظام التأشيرة الإلكترونية. وقد تحقق هذا النجاح التكنولوجي والإداري بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، ونفذته المنظمة الدولية للهجرة، بالتنسيق الكامل مع الجهات اليمنية المختصة.
هذا النظام، المتاح الآن عبر الرابط https://yemenevisa.org/visas، متاح لحاملي الجنسيات العربية والأجنبية الراغبين بزيارة اليمن. الإجراءات رقمية وشفافة، ويخضع لموافقة الجهات الرسمية المختصة. ويتماشى إطلاق النظام مع سياسات المجلس الرئاسي للقيادة والحكومة اليمنية لتعزيز مراقبة الحدود ورقمنة الخدمات المقدمة.
أهمية النظام
يأتي إطلاق التأشيرة الإلكترونية في وقت يشهد فيه العالم تحولاً سريعاً نحو الأنظمة الرقمية، لا سيما في مجالات الأمن والهجرة والسفر. ويمثل هذا التحول خطوة نوعية نحو رقابة فعّالة وسيادية على دخول البلاد، ومعالجة دقيقة للبيانات، والحد من الفساد والبيروقراطية، وتيسير الإجراءات على المسافرين والمستثمرين والسياح.
وأشار اللواء عبد الجبار سالم، نائب رئيس الهيئة، إلى أن النظام جزء من مشروع رقمي شامل يغطي حوالي 85% من خدمات الهيئة، بما في ذلك الجوازات والجنسية ومراقبة الحدود وتصاريح الإقامة والتأشيرات. ويُعد هذا التكامل الرقمي أحد الركائز الأساسية التي تسعى الهيئة من خلالها إلى تحسين أدائها وتقديم خدمات أكثر كفاءة وشفافية.
الدعم الدولي والشراكات الاستراتيجية
لولا الدعم الدولي الواضح، لما تحقق هذا المشروع. وقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية، التي موّلت المشروع، والمنظمة الدولية للهجرة، التي تولّت تنفيذه، دوراً محورياً في إنجازه. كان لإشراف وزارة الداخلية وقيادتها على الجهاز، بالإضافة إلى التسهيلات التي قدمها تحالف دعم الحكومة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، أهمية بالغة.
ويعكس هذا التعاون الدولي ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اليمنية، ويؤكد أن تحسين الخدمات الحكومية اليمنية ليس ضرورة وطنية فحسب، بل أولوية إقليمية ودولية، لا سيما فيما يتعلق بتنظيم الهجرة ومكافحة التهريب والإرهاب العابر للحدود.
الأثر المستقبلي
من المتوقع أن يكون لنظام التأشيرات الإلكترونية أثرٌ كبير في تحسين صورة اليمن دوليًا، وجذب الاستثمارات والسياحة، وتسهيل حركة رجال الأعمال والمغتربين. كما أنه يعزز مكانة اليمن كدولة تخوض غمار التحول الرقمي، رغم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المعقدة.
لا يُعد هذا المشروع مجرد تحديث تقني، بل هو أيضًا بيان سياسي واضح يؤكد أن اليمن، رغم كل التحديات، قادر على النهوض وتحقيق نجاحات ملموسة عندما تتوفر الإرادة والدعم.
وحتاما فأن إطلاق نظام التأشيرات الإلكترونية في اليمن ليس مجرد خدمة جديدة، بل هو رمزٌ لإصلاح إداري عميق، وبشيرٌ بتحسيناتٍ مؤسسية أوسع. كما أنه رسالةٌ بأن اليمن قادرٌ على النجاح عندما تتضافر الجهود الوطنية مع شراكاتٍ دوليةٍ حقيقية، في بناء مستقبلٍ يُضاهي تضحيات شعبه وتطلعاته.
يُشيد الاتحاد العالمي للمهاجرين اليمنيين بهذا النجاح الكبير الذي حققته وزارة الداخلية اليمنية. ويتقدم بالشكر للوزارة – للوزير ونوابه ونوابه وجميع القطاعات المعنية – على هذا المشروع الوطني الكبير.
Alsabahi@fimy.org