أكدت نقابتا السكك الحديدية VVMC و FNW Spoor أن الإضراب المعلن عنه سابقًا سيستمر غدًا، دون أي مفاوضات جديدة مع شركة السكك الحديدية الهولندية NS. وأفادت النقابتين بأن العمليات ستقف تمامًا بدءًا من الساعة 04:00 صباحًا في منطقتي الشرق والشمال الغربي. تشمل المناطق المتضررة مناطق أمستردام وهاارلم وألكمار في الغرب، ومنطقة نايمegen وأرنهم وإنديفيد وسينغيلوزن وزوتفن في الشرق.
يأتي هذا الإضراب ضمن تصاعد الخلاف بين الشركة والنقابات العمالية حول اتفاقية العمل الجماعية الجديدة (CAO). وقد شهدت الأسابيع الماضية ثلاث جولات من الإضرابات. وعلى الرغم من عرض رفع الأجور الذي قدمته NS قبل أيام، فإن النقابات تعتبره غير كافٍ، إذ بلغ العرض 3.25% لعام 2024 و2.75% لعام 2025، بينما تطالب النقابات برفع ما يزيد عن 6%.
اللقاء الأخير بين الطرفين لم يحقق أي اختراق، ووصف ممثل FNV المفاوضات بأنها “مخيبة للآمال”. من ناحية أخرى، أعلنت نقابتان أخريان، CNV و VHS، عدم دعمهما لهذا الإضراب، وفضلتا مواصلة المباحثات مع NS يوم الثلاثاء المقبل.
مدير شركة NS، أعرب عن قلقه البالغ إزاء استمرار الإضرابات، مؤكداً أنها تؤدي إلى انقسامات داخل المؤسسة وزيادة كبيرة في الضغوط على الموظفين، خصوصًا الذين يعملون على تعديل جداول التشغيل بشكل يومي.
وأضاف المدير إن الشركة تعمل بخسائر متراكمة منذ خمس سنوات بعد جائحة كورونا، ولا تملك القدرة المالية لتقديم زيادات أكبر، مشيرًا إلى أن زيادة الرواتب ستؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر. وأضاف أن الحكومة لا يبدو أنها ستدعم القطاع إذا زادت المصروفات، وأن هناك تركيزًا على خفض التكاليف في النقل العام خلال السنوات القادمة.
في محاولة لتخفيف الأضرار على الركاب، قدم المدير اعتذارا رسميا للمستخدمين، وأشار إلى أن المسافرين يمكنهم استرداد ما يصل إلى 25 يورو من المصروفات التي تكبّدوها نتيجة استخدام وسائل نقل بديلة.
حذر المسؤول التنفيذي أيضًا من التوترات الداخلية الناتجة عن الإضرابات المستمرة، والتي تخلق انقسامات داخل الشركة، وتشكل ضغطًا كبيرًا على الكوادر الفنية والإدارية التي تعيد تنظيم الجداول يوميًا لمواكبة التغيرات الناتجة عن هذه الإجراءات.
ويُعد هذا الإضراب الرابع خلال فترة قصيرة، وهو ما يعكس حدة الخلاف بين الإدارة والعمال حول مستقبل الرواتب وظروف العمل في قطاع النقل العام في هولندا.