أعلنت شركة السكك الحديدية الهولندية (NS) أنها ستبدأ خلال شهر سبتمبر، الذي يُعد تقليدياً الأكثر ازدحاماً في العام، بتنبيه المسافرين خلال ساعات الذروة إلى خيارات بديلة للسفر تتيح لهم العثور على مقاعد شاغرة بسهولة أكبر. ووفقاً لما صرّحت به الشركة لموقع NU.nl، فإن بعض الرحلات الأقل شهرة ما زالت توفر عدداً كبيراً من المقاعد حتى في الأوقات المزدحمة.
وذكرت NS إلى أن الضغط الأكبر يتركز في أيام الثلاثاء والخميس خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، وهو ما يدفع الشركة إلى التدخل بشكل أكثر فاعلية لتخفيف الازدحام وتوزيع الركاب بشكل أفضل. فغالباً ما يظن المسافرون أن جميع القطارات مكتظة، بينما تتوافر في الواقع خيارات أخرى أكثر راحة وفي نفس التوقيت تقريباً.
ولتوضيح ذلك، ضربت الشركة مثلاً برحلة إنترسيتي المباشرة من بريدا إلى روتردام التي تنطلق في الساعة 08:23 صباحاً، حيث يضطر كثير من الركاب للوقوف. لكن بعد ثلاث دقائق فقط، تنطلق من الجهة الأخرى من الرصيف رحلة يورو سيتي متجهة إلى الوجهة نفسها، تستغرق المدة ذاتها، وتكلفتها لا تختلف، فضلاً عن توافر مقاعد شاغرة بشكل كافٍ.
ومن أجل تعزيز وعي الركاب بهذه البدائل، ستستخدم NS تطبيقها الرسمي لإرسال إشعارات فورية ورسائل بريد إلكتروني تُعلم الركاب بوجود رحلات أقل ازدحاماً. ووفقاً للشركة، فإن توزيع المسافرين بين القطارات يُعد خياراً أكثر جدوى من تشغيل مزيد من العربات أو القطارات الإضافية، إذ إن زيادة الطاقة الاستيعابية تكلف مبالغ طائلة تنعكس في نهاية المطاف على الركاب ودافعي الضرائب.
ورغم ذلك، ستستمر NS في خطتها السنوية بتشغيل قطارات أطول مع بداية فصل الخريف، ما يمنح مزيداً من السعة على بعض الخطوط الحيوية، مثل ألكمار – أوترخت، وأوترخت – نايميخن، وروتردام – لايدن.
وأكد المتحدث باسم الشركة أن الازدحام الحقيقي يتركز في عدد محدود من المسارات، وبشكل خاص في منطقة الرانستاد مثل خط أمستردام – أوترخت. ومع ذلك يوضح أن اتجاه الرحلة يلعب دوراً أساسياً؛ ففي الصباح مثلاً يُسجل خط دن بوش – أوترخت ازدحاماً، بينما يظل الاتجاه المعاكس أقل ضغطاً بكثير.
وتظهر البيانات التي أوردتها الشركة أمثلة ملموسة على ذلك: قطار الإنترسيتي من دن بوش إلى أوترخت الساعة 07:39 صباحاً يكون مزدحماً، لكن قطارات أخرى قبلها أو بعدها بدقائق ما زالت توفر عدداً معتبراً من المقاعد. وكذلك الأمر بالنسبة لخطوط مثل دريبيرخن – أوترخت وروتردام – سخيبول، حيث يُمكن للركاب تجنّب الازدحام بمجرد تعديل وقت رحلتهم ببضع دقائق.
بهذه الاستراتيجية، تسعى NS إلى جعل تجربة السفر أكثر راحة، وتخفيف الضغط عن القطارات المزدحمة دون تحميل المسافرين تكاليف إضافية، معتمدةً على وعي الركاب ومرونتهم في اختيار البدائل المتاحة.