جدل بين تجار المجوهرات حول ألماسة zeeman الرخيصة
أثار إعلان سلسلة متاجر الملابس zeeman عن طرح ماسة مختبرية للبيع بسعر لا يتجاوز 30 يورو، موجة من الانتقادات الحادة والغضب في أوساط تجار المجوهرات الهولنديين، الذين اعتبروا أن ما تروج له الشركة ليس سوى تضليل للجمهور وتشويه لصورة السوق.
القصة بدأت حين أعلنت zeeman أن الماسة الجديدة التي ستعرضها ليست مستخرجة من المناجم، بل جرى تصنيعها في مختبرات متخصصة، مع تأكيدها أن هذه الأحجار الكيميائية مطابقة في تركيبها للماس الطبيعي. وتسوّق الشركة لهذه الخطوة باعتبارها بديلاً أخلاقياً وصديقاً للبيئة، بعيداً عن ظروف العمل القاسية التي تحيط باستخراج الماس التقليدي.
لكن هذا الإعلان لم يرق لكثير من أصحاب محال المجوهرات، ومنهم روب كريمر، بائع المجوهرات في مدينة إيمين، الذي صرّح قائلاً: “ما تقوله zeeman غير صحيح على الإطلاق. نحن لا نبيع هذه الأحجار بأسعار مرتفعة كما يدّعون، وهذا في الحقيقة كذب صريح”. وأوضح أن الزبائن يعرفون تماماً الفارق بين الماس الطبيعي والمختبري، وأن التجار لا يستغلون الموقف برفع الأسعار كما يُلمّح إعلان المتجر.
كريمر استعاد موقفاً سابقاً حين طلب منه أحد العملاء وضع ماسة كبيرة في خاتم ذهبي، وكان سعرها سيصل إلى 20 ألف يورو. لكنه أوضح أن نظيرتها المختبرية كانت تُباع حينها بسعر أقل بكثير، وهو ما يدل – بحسب رأيه – على أن السوق شفاف ولا يغالط المستهلك.
وعلى الرغم من استيائه من خطاب zeeman، إلا أن كريمر لا يخشى خسارة عملائه، مؤكداً أن من يشتري ماسة رخيصة من متجر ملابس لم يكن أصلاً ليقصد صالة عرض مجوهرات فاخرة. لكنه حذّر من مشكلة أخرى، وهي صعوبة التمييز بين الماس الطبيعي والمختبري، خاصة وأنهما يتشابهان في الشكل والصلابة، مما قد يخلق إرباكاً لدى المستهلك وحتى عند بعض التجار.
من جانبه، وصف صائغ المجوهرات الهولندي مارتن فان دالن إعلان zeeman بأنه “في غير محله”، مشيراً إلى أن ما تعرضه الشركة ليس سوى حجر صغير الحجم لا يتجاوز سعره في السوق عشرة يوروهات، أي أقل من السعر الذي تعرضه به. وأكد أن طريقة طرح الحملة الدعائية أوحت للزبائن بأن الأمر يتعلق بماسة نادرة وقيمة، بينما هي في الواقع نسخة مختبرية زهيدة.
وبينما تواصل zeeman حملتها الترويجية مستندة إلى خطاب أخلاقي وبيئي، يرى تجار المجوهرات أن القضية لا تتعلق بالسعر وحده، بل بصدقية الرسالة الموجهة إلى المستهلك. ومع اشتداد الجدل، يبقى السؤال المطروح هل سيقبل الجمهور الماسة الرخيصة من رفوف متجر ملابس، أم سيظل ينظر إليها كسلعة بلا بريق حقيقي؟.