سبتمبر 2, 2025هولندا 24

شركات التأمين الصحي تدعم فتح عيادات جديدة لمواجهة أزمة نقص الأطباء في هولندا

أعلنت شركات التأمين الصحي في هولندا عن خطط لتقديم دعم مالي وهيكلي للأطباء الراغبين في افتتاح عيادات جديدة، في محاولة للتخفيف من أزمة النقص الحاد في عدد الممارسين العامين. ويأتي ذلك بعد أن وصل عشرات الآلاف من المواطنين إلى وضع بلا طبيب عائلة نتيجة توقف العديد من العيادات عن استقبال مرضى جدد.
تجربة الدعم بدأت قبل سنوات على نطاق محدود من خلال ما يُعرف بـ “العيادات الصفرية”، وهي ممارسات جديدة بلا مرضى مسجلين. ابتداءً من العام المقبل ستصبح هذه المساعدات جزءاً من السياسات الثابتة، إذ سيتمكن الأطباء من التقدم للحصول على تمويل يغطي الفترة الأولى التي تسبق وصول عدد كافٍ من المرضى لضمان استدامة العيادة.
ومن المتوقع أن توفر جميع شركات التأمين الكبرى اعتباراً من 2026 حزمة دعم خاصة للمناطق التي شهدت إيقاف استقبال مرضى جدد، وهو وضع يكاد يعمّ مختلف أنحاء البلاد. فحسب أرقام ديوان المحاسبة الهولندي، لا يقل عن 45 ألف شخص بلا طبيب، فيما يبحث أكثر من 700 ألف آخرين عن عيادة أقرب بعد انتقالهم إلى مناطق جديدة.
رئيسة رابطة الأطباء العامين رحبت بالخطوة، لكنها شددت على الحاجة إلى تعاون أوسع يشمل البلديات عند التخطيط لمشاريع الإسكان الجديدة، بحيث يتم تضمين مرافق صحية منذ البداية. كما دعت المنظمات الإقليمية للأطباء لتحمل مسؤوليتها، مستشهدة بتجربة بلدية أوسترهوت حيث أُعيد فتح التسجيل للمرضى بعد افتتاح طبيبتين شابتين عيادة جديدة بدعم من مجموعة “زورو” الإقليمية.
الخبراء يرون أن الدعم المالي وحده غير كافٍ، إذ يظل عبء الإدارة والمهام التنظيمية مثل تجهيز أنظمة رقمية وتوظيف كوادر من أبرز العقبات أمام الأطباء الشباب. لذلك، تلعب المنظمات الإقليمية دوراً محورياً في تدريب ودعم الممارسين الجدد حتى يصبحوا قادرين على إدارة عياداتهم بشكل مستقل.
وتأمل الأطراف المعنية أن تزيل هذه السياسات “الخوف من المجهول” لدى الأطباء الراغبين في تأسيس عيادات جديدة، مما يتيح حلولاً عملية لمشكلة صحية باتت تمس شريحة واسعة من السكان في هولندا.