مجموعة هائل سعيد أنعم… بين الأصالة ..والبلطجة
بقلم د. علي الصباحي*
في خضم ما تتعرض له مجموعة هائل سعيد أنعم من حملات مشبوهة وتشويه متعمد في الآونة الأخيرة، يقف أبناء اليمن – بل والمنطقة بأكملها – أمام مشهدٍ عبثيٍ لا يمت للحقيقة ولا للواقع بصلة، يطال واحدة من أعرق المؤسسات الاقتصادية والتنموية التي امتدت جذورها لما يقرب من قرن في عمق الوجدان اليمني والعربي.
إن مجموعة هائل سعيد أنعم لم تكن مجرد كيان اقتصادي، بل كانت وما زالت نسيجًا متداخلاً في حياة اليمنيين من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن اليابسة إلى الماء. فهي مجموعة قامت على مبدأ العمل التجاري جنبًا إلى جنب مع العمل الانساني، وجعلت من المسؤولية الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من هويتها وساهمت بشكل مباشر في بناء المدارس والمستشفيات والجامعات ودعم التعليم وتقديم المساعدات الإنسانية في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد.
لقد ترسخت هذه المجموعة في ذاكرة اليمنيبن بصدق تعاملها، ونظافة يدها وحرصها على الوطن والمواطن، واستطاعت أن تحافظ على تماسكها واستقلالها في زمن التشرذم والفساد وأن تظل عملاقًا اقتصاديًا ووطنيًا راسخًا.
ومن بين الافتراءات التي يجري تداولها ما يزعمه البعض بأن مجموعة هائل سعيد أنعم لا تلتزم بالقوانين أو تتهرب من التزاماتها القانونية تجاه مايسمى (التسعيرة المفروضة) أو مخالفتها للأسعار وهو ادعاء باطل لا يسنده منطق ولا وثيقة بل يناقض الواقع تمامًا. فالمجموعة وعلى مدى عقود، كانت مثالًا يُحتذى به في الالتزام الصارم بالقوانين اليمنية والدولية وفي التعاون الشفاف مع الجهات الرسمية الرقابية والضريبية وهو ما تؤكده سجلاتها ومكانتها القانونية والإدارية من اليمن الى المملكة العربية السعودية الى مصر والامارات والمملكة المتحدة وماليزيا وإندونيسيا حتى كينيا. إن هذا الادعاء ما هو إلا محض افتراء هدفه تشويه صورة مؤسسة وطنية كانت دومًا في مقدمة الداعمين للدولة ومؤسساتهاوالمواطنين وفي طليعة الملتزمين بالنظام والقانون.
وفي سياق هذه الحملة فوجئ الشارع اليمني مؤخرًا بقرار إغلاق مكتب المجموعة في محافظة شبوة وقبلها بفترة بسيطة اغلقت المليشيات مقر شركة نادفود لصناعة الألبان (حليب، وزبادي) الرئيسي في صنعاء، تحت نفس اليافطة ( مخالفتها للتسعيرة) وهو ما يشير إلى نمط متكرر في استهداف الكيانات الوطنية الكبرى دون مسوغات حقيقية أو دراسة للآثار السلبية لمثل هذه الإجراءات اللاوطنية.
أن ما تتعرض له اليوم المجموعة من تشويه وتحامل لا يمكن فصله عن حالة الاستهداف الممنهج لكل ما هو ناجح ولكل ما يمثل نموذجًا وطنيًا مشرفًا. فالهجمة الموجهة ضدها لا تقوم على نقدٍ موضوعي أو استقصاءٍ نزيه وإنما على خلفيات مغرضة وتحليلات ملفقة هدفها النيل من مكانة المجموع، وتلويث تاريخها العريق وإضعاف أحد أعمدة الاقتصاد اليمني في لحظة حرجة من تاريخ الوطن المكلوم .
ولعل من المؤسف أن يُستخدم البعض كأداة لتصفية الحسابات أو لتمرير أجندات ضيقة عوضًا عن أن يكون حاميا لشريان حياة للناس في ظل الاوضاع القاتلة التي تمر بها الامة اليمنية منذ ما يربو على عقد من الزمن.
إن من يعرف تاريخ مجموعة هائل سعيد أنعم ومن عايش مواقفها الوطنية والإنسانية يدرك جيدًا أن هذه المؤسسة لا تحتاج إلى تبرير ولا دفاع وهنا لست مدافعا عنها وليست بحاجة اساسا فتاريخها يشهد لها وشهادات الملايين من أبناء الامة اليمنية في الداخل والخارج تكفي للرد على كل هذه الزوبعات ولكن الوفاء لمن كانوا معنا في السراء والضراء هو أقل ما يمكن أن يقدمه اليمنيون اليوم.
فالتاريخ لا يُمحى بصخب اللحظة والحق لا يُطمس بتراكم الافتراءات ومجموعة هائل سعيد أنعم ليست مجرد اسم محفور في ذاكرة اليمنيين بل شجرة وارفة الجذور في تراب الوطن وقلوب اليمنيين وعلامة فارقة في مسيرة العطاء التي ستظل شاهدة مهما تعالت أصوات الزيف والنشاز والبلطجة.
*كاتب يمني