ترامب لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري في الشرق الأوسط
شهدت منطقة الشرق الأوسط ليلة متوترة مع تنفيذ إيران هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، في ردٍ انتقامي على الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في وقت سابق. لكن في ظل التصعيد، أظهرت المؤشرات أن الطرفين يتجنبان التصعيد الكامل، فيما بدا كأنه محاولة للحد من اندلاع مواجهة شاملة.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، نقلاً عن مسؤول في البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعرب عن عدم رغبته في المزيد من التدخلات العسكرية في المنطقة، مشيرًا إلى أن المواقع الإيرانية المستهدفة “قد دُمرت تمامًا”، في تصريح يُفهم منه أنه لا ينوي التصعيد أكثر مما حدث.
من جهتها، ذكرت قناة “فوكس نيوز” أن الجيش الأمريكي كان على علم مسبق بالهجوم الإيراني وكان مستعدًا له، ولم يكن مفاجأة بالنسبة للقيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وعلى الجانب الإيراني، أكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن العمليات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري كانت بدقة عالية، وأشار إلى أن الهجمات لم تشكل أي خطر على الدول الصديقة أو الشقيقة، وفي مقدمتها قطر.
لكن هذا الادّعاء تعرّض لنقض سريع بعد أن أعلنت وزارة الدفاع القطرية أنها تمكّنت من اعتراض عدد من الصواريخ الباليستية التي استهدفت قاعدة العديد الجوية، أكبر القواعد الأمريكية في الخليج. ولفت المتحدث باسم الوزارة إلى أن “اليقظة العالية للقوات المسلحة ومنظومة الدفاع الجوي الوطني حالا دون وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية”، مؤكدًا أن “الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة ومجالها الجوي، ويتنافى مع القانون الدولي”.
بدورها، أوضحت وزارة الخارجية القطرية أن “لدى دولة قطر الحق في الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء”.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن بداية الرد الإيراني جاءت باستهداف قاعدة العديد في قطر، بالإضافة إلى قواعد أمريكية في العراق، في خطوة تُظهر مدى تعقيد المشهد الإقليمي الذي يجمع بين الحلفاء والخصوم.