ارتفاع حاد في الطلب على رعاية الأطفال في هولندا.. ونقابة CNV تدعو لإجازة للوالدين لمدة عام كامل
أمستردام – كشف تقرير حديث أن الطلب على خدمات رعاية الأطفال في هولندا يواصل الارتفاع، مما يزيد الضغط على قطاع يعاني بالفعل من نقص في الكوادر. وفي ظل هذه الضغوط، دعت نقابة CNV إلى منح جميع الآباء والأمهات الجدد إجازة مدفوعة لمدة عام كامل بعد ولادة الطفل، بهدف تخفيف الضغط على دور الحضانة وتعزيز الترابط الأسري.
أرقام قياسية في عدد الأطفال المسجلين
بحسب بيانات مكتب الإحصاء الهولندي (CBS)، تجاوز عدد الأطفال الذين التحقوا بالحضانة أو الرعاية المدرسية أو الرعاية المسائية المليون طفل لأول مرة في عام 2024، رغم أن حجم الفئة العمرية المستهدفة (حتى 12 سنة) لم يتغير منذ سنوات.
كما استفاد أكثر من 100 ألف طفل من خدمات المربيات المسجلات.
نقص متزايد في الكوادر المؤهلة
تشير التوقعات إلى أن جعل رعاية الأطفال شبه مجانية، وهو هدف حكومي للسنوات المقبلة، قد يفاقم النقص في العاملين. ووفق دراسة لمكتب ABF، فإن مناطق مثل هت خوي قد تشهد تضاعف النقص تسع مرات خلال عشر سنوات، بينما يُتوقع أن تحتاج مناطق مثل جنوب ليمبورخ وجنوب غرب فريسلاند إلى نحو 1,500 موظف إضافي.
المستشار المتخصص في القطاع إد بويتنهِك حذّر من أن النقص سيستمر حتى إذا لم تُصبح الرعاية مجانية، مرجعًا ذلك إلى تراجع أعداد خريجي المعاهد المهنية (MBO) المطلوبين للعمل في المجال، وتزايد المنافسة عليهم بين أرباب العمل.
نقاش حول إجازة الوالدين
دانييلا فويستنبرخ، عضو مجلس إدارة CNV، أوضحت أن القوى العاملة في القطاع تضاعفت بالفعل خلال السنوات الأخيرة، وستحتاج إلى التضاعف مجددًا خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو أمر تعتبره صعب التحقيق بسبب المنافسة الشديدة على الكوادر المؤهلة.
ودعت فويستنبرخ إلى اعتماد نموذج مشابه للسويد، حيث يحصل كل والد على 90 يومًا من الإجازة، إضافة إلى 300 يوم يمكن تقاسمها بينهما، مع دفع 80% من الأجر لمعظم فترة الإجازة.
وقالت:
“نريد عامًا كاملًا من الإجازة لجميع الآباء، مع ضمان المساواة بين الأم والأب. هذا ليس عبئًا اقتصاديًا كبيرًا إذا نظرنا للصورة الكاملة، بل يمكن أن يعود بالنفع على سوق العمل ككل.”
تحذير من آثار جانبية
بويتنهِك أبدى موافقته على أن الإجازة المطولة قد تخفف النقص في قطاع رعاية الأطفال، لكنه حذر من آثارها المحتملة على قطاعات أخرى، متسائلًا:
“هل تبرر معايير الجودة العالية في رعاية الأطفال مواجهة نقص أكبر في قطاعات أخرى داخل هولندا؟”