تشهد مناطق واسعة من جنوب أوروبا موجة حر استثنائية هذا الأسبوع، حيث سجلت درجات الحرارة أرقامًا قياسية، وسط تحذيرات من امتداد هذه الظاهرة إلى مناطق جديدة في القارة. في إسبانيا، بلغت الحرارة في مدينة باداخوث جنوب غرب البلاد 43.4 درجة مئوية، في حين تجاوزت درجات الحرارة 42 درجة في ثماني محطات أرصاد جوية أخرى. ويُتوقع استمرار الموجة الحارة حتى الخميس وربما تمتد إلى عطلة نهاية الأسبوع، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
البرتغال أيضًا تواجه طقسًا قاسيًا، مع درجات حرارة تتخطى 40 درجة مئوية في بعض المناطق، ما دفع السلطات إلى إعلان المنطقة الحمراء – أعلى درجات التحذير – شمال البلاد حتى مساء الثلاثاء. وتسببت الحرارة المرتفعة في اندلاع حرائق غابات متفرقة، دون تسجيل خسائر بشرية حتى الآن.
في فرنسا، بدأت السلطات الاستعداد لموجة حر متوقعة اعتبارًا من الخميس وحتى السبت، مع توقعات بأن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 8 إلى 10 درجات عن المعدلات الموسمية، خصوصًا في الجنوب. وتشير التقديرات إلى أن مدنًا فرنسية كبرى قد تتأثر بشكل مباشر.
وفي الوقت الذي تعاني فيه دول جنوب أوروبا من الحرارة الشديدة، تستعد المملكة المتحدة لاستقبال عاصفة “فلوريس”، التي قد تصاحبها رياح تصل سرعتها إلى 145 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى إلغاء خدمات قطارات وعبّارات في بعض المناطق.
وزارة الصحة الإسبانية صنّفت أكثر من 1300 بلدية كمناطق “خطر صحي مرتفع”، وهو ما يمثل نحو 16% من إجمالي عدد البلديات في البلاد، بسبب التأثيرات الصحية المحتملة لموجة الحر، وخاصة على كبار السن والأطفال. وتحث السلطات المواطنين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتجنب النشاط الخارجي في أوقات الذروة، مع الالتزام بشرب كميات كافية من الماء والبقاء في أماكن باردة كلما أمكن.